الخميس، 8 سبتمبر 2011

الفجر .. فرح وهذيان


الفجر .. فرح وهذيان

أمس كان حافلاً بمعنى الكلمة ..كثيرة هي الأشياء الجميلة في طريقنا لكنها تحتاج لنبش دقيق , بالضبط كما يفعل الإنسان حين يبحث عن الكنوز تحت المباني التراثية القديمة  . خبر الافراج عن  شرفاء الوطن " الأطباء"   مساء أمس 7 سبتمبر 2011 وصلني وأنا أشاهد بعض الصور لشهيد العيد " علي الشيخ " هذا الذي أسقط كل  المعادلات البسيطة وجعلنا أمام تحدٍ في حل أصعب المعادلات السياسية . الافراج عن الأطباء  يعد خطوة  يتقدم بها شباب 14 فبراير نحو تحقيق مطالبه  إذ أن الافراجات هي انكسار لمن تجرأ واعتقل أشرف الناس وأخلصهم للوطن  منذ مارس الماضي .. حقاً أمس كان رائعاً التقيت عند منزل الدكتور علي العكري ببعض الأشخاص الذين افتقدتهم بعد الهجوم الأخير على الدوار  . شعرتُ بما لم أشعر به يوم العيد حتى وإن كان ناقصاً .. قرية الديه أمس كانت شعلة  من الأنوار والأهازيج رغم القيود الأمنية  التي سرعان ما تحولت إلى مواجهات غريبة من نوعها .. كانت قوات الأمن تهاجم فرحة الشعب بالقمع .. لماذا يا ترى ؟
هذه الأفعال الغريبة تذكرني بمقولة لـ مايكل بيرنارد بيكويث " إننا نعيش في كون تحكمه قوانين , بالضبط مثل قانون الجاذبية الأرضية . إذا سقطت من أعلى مبنى فلا يهم إن كنت شخصاً صالحاً , أو شخصاً طالحاً , فما من شيء سيمنعكَ من الارتطام بالأرض " !
 .......
أترككم مع هذياني عند الفجر ..  

سأصلي الفجر شوقاً , وسأرتل آيات النسيان ..
لا تسأل بعد اليوم عني ..
يكفي .. يكفي طعم الحرمان ..
سأذكركَ و أنا في قبري ...
بالحب وبالصبر ..
لا تسأل يوماً عني ..
قبراً من الحزنِ ..
يكفي .. يكفي قلباً مات  من الهمِ ..
أرجوك .. اعبر فوق ذاكرتي ..
 وارحل ولا تمشي خلف جنازتي
فأنا أخشى أن يسأل أهلي جَرّاح القلبِ ..
ماذا وجدَ من الحبِ ..
فيبتسمَ جَراحي وفي يده مقص من الألمِ ..
ويقولُ  : كانت تأكل عند الفجر قطع الأملِ ..
فارتفع الوجع منزعجاً .. ورمى بنفسه  عبثاً على الجرحِ ..
زاد الجرحُ من الوجعِ وزاد الوجعُ من الجرح ِ..
ضاق الصدر بالحبِ صمتاً ..
فماتت من شدة القهرِ ..
يرمي بمقصه أرضاً ويكملُ جَراحي :
 كانت تشربُ فوق القطعِ ماء النسيان ..
 فاختنقت من شدة السكرِ ..
رحلت وعلى جنازتها وردة حمراء .. كتبت فوق أوراقها ..
أحببتهُ قسراً فظلمتُ نفسي ..
عذراً أمي .. عذراً أهلي ..
الحبُ مجزرة برغم جمالها ..
عذراً .. عذراً ..
أوووه نسيتُ أمراً يا أمي ..
لم أندم على حبي ..
ندمتُ على لحظات العمرِ التي مرت  بلا وجعِ الحب  !
يطلبُ أهلي من جَراحي دفني ..
يمضون نحو البيتِ يسألهم الجيرانُ عني ..
فتقول أمي : هاجرت
إلى أين قولي ..
هاجرت هناك .. عند حدود المقابر و الحزنِ ..

هذيان لا علاقة لي به ..
الثالثة والنصف فجراً
8 سبتمبر 2011
الخميس 

ليست هناك تعليقات: