السبت، 4 فبراير 2012

حكاية 14 فبراير (3) : في الدوار ( كسرنا أول قيدٍ من قيود العبودية )!


حكاية 14 فبراير ( 3 )  ..
في الدوار ( كسرنا أول قيدٍ من قيود العبودية  )!

لم أشعر بمن هم حولي .. كنتُ أناظر نصب اللؤلؤة وقلبي يبكي بصمت .. لا أعلم ما السر .. كانت ابتسامتي جامدة لكنها تحمل ألف سؤال .. وفي عيوني لاحت لي ذكريات الطفولة .. التفتُ للخلف .. للحديقة المقابلة لدوار اللؤلؤة .. هنا كنتُ ألعب على الأرجوحة .. يدفعني والدي للأمام بقوة  فأطير في السماء .. والتفتُ للأمام قليلاً فرأيتُ نفسي طفلة صغيرة يصطحبني والدي في شهر رمضان قبل الأذان لمثل هذ الموقع لنسمع معاً مدفع الإفطار ونعود...
أنا في وسط دوار اللؤلؤة ( ميدان الشهداء ) .. في اللحظات الأولى .. معي شقيقاتي الأربع وبنات العم و جارتنا .. التقينا بعد دقائق من وصول المسيرة إلى الدوار, .. نجلس بجانب نصب اللؤلؤة .. في حلقة دائرية .. لم يكن الدوار ممتلئاً بالناس بعد .. نرى كل الوجوه بدقة .. نميز الصغير من الكبير .. تدق قلوبنا بنبضاتٍ متساوية !



الميدان !
جلسنا على حشيش الدوار الأخضر و كنا نتحدثُ عن أجواء ميدان التحرير في مصر .. فقد كانت هذه الأجواء شبيهة بأجواء مصر . رن هاتفي , فكان المتصل والدتي .. سألتني : " أين أنتِ الآن؟ " , أجبتها : " في الميدان ! " , فضحكتُ وضحكت أمي ومن يجلس معي ..  نعم قلتُ الميدان متأثرةً بمشاهد ثورة تونس ومصر !
لحظات وإذا برجلٍ يأتينا بأكياس من الخبز( الروتي )  وقطع الجبن والمربى ويطلبُ منا توزيعه بعد لفه على الحشود في الدوار .. أووه قلتُ الحشود ! .. نعم بدأ الدوار حينها يمتلئ بالناس !
عملية لف الخبز مع الجبن والمربى على حشيش الدوار الأخضر سهلة و ممتعة .. انتهينا منها وقمتُ مع ابنة عمي بتوزيعه على الجالسين هناك , و بعد وقتٍ قصير وبعد اتصالاتٍ عديدة وصلنَّ صديقاتي , فافترقت عن شقيقاتي وذهبتُ معهنَّ , ولأننا نعشق المغامرات أخذنا جولة حول الدوار ..


 .. وإذا بنفس الرجل يطلب منا كتابة بعض العبارات على أوراق ذات حجمٍ كبير , لم أشاركهنَّ الكتابة فكنتُ مشغولة بتصوير الناس واللؤلؤة حينها ..
غابت الشمس ودخل وقت الأذان .. أنذهب للبيت ؟؟  لا , قررنا جميعاً أن نصلي هناك .. كان الجو بارداً , والحشيش مبللاً بالماء , تصرفت جارتنا في تهيئة المكان للصلاة , وعدتنا بجلب خيمتها و مستلزمات التخييم ..
أن تصلي على بقعة من بقاع وطنك سَتُروى بعد يومٍ بدماء شبابها فهذا شرف وفخر .. وأن ترفع يديك للدعاء في هذه البقعة قبل يوم من الهجوم عليكَ وعلى حريتكَ فهذا أمر عظيم .. وأن تشعر بأنكَ تخلصت من أول قيدٍ من قيود العبودية و الذل ذلك فهذه بدايتكَ للبحث والحصول على الحرية التي تريدها  !
منصة الدوار !
انتهينا من الصلاة وانتهى الشباب من تجهيز منصة الدوار المتواضعة , وجاءت جارتنا بالخيمة ونصبتها .. كان شكل الخيام الصغيرة في الدوار جميلاً جداً .. بدأت الشعارات ترتفع والناس تتفاعل والجو يزداد برودة .. أُلقيت خطابات عديدة حينها ..وتم الإعلان عن اللجان المقرر تفعليها في الميدان بدءًا من صباح اليوم التالي .. ومن أحب أن يشارك في إحداها يمكنه التسجيل الآن خلف نصب اللؤلؤة .. استأذنت شقيقتي في الذهاب إلى هناك لأختار اللجنة الإعلامية .. ذهبت وإذا بوجوه عديدة لا أعرفها .. اجتمعنا خلف اللؤلؤة ولفوضى المكان اقترح أحدنا النزول لأسفل النصب وعقد الاجتماع هناك .. إنها المرة الأولى التي أرى فيها نصب اللؤلؤة شامخاً .. تأخرنا كثيراً .. كنتُ أناظر ساعتي كانت تقترب للحادية عشر ليلاً .. سجلتُ البيانات المطلوبة , وطلبوا مني الحضور في اليوم التالي عند الساعة الرابعة عصراً لبدء العمل .. وانصرفتُ بعدها أبحثُ عن شقيقتي لأكتشف بأنها غادرت الدوار ..
مر الليل سريعاً .. مر بعد أن استقر الشعب على أرض الدوار .. قرر البعض المبيت فيما قررتُ أنا العودة إلى المنزل عند الساعة الواحدة والنصف فجراً برفقة إحدى قريباتي ..
كنا نسير في الشارع الطويل المؤدي للدوار .. أتذكرونه ؟! فقد أوقفت سيارتها في الساحة المقابلة لمجمع الدانة .. قبل أن أركب السيارة ناظرتُ نصب اللؤلؤة من بعيد و قلتُ له " سأعود لكَ غداً لنرسم مستقبل الوطن .. تصبح على خير " !

سأتوقف عند حدود الميدان بقرب قريتي ,فالجو مازال بارداً والقمر ساهراً والسماء مازالت صافية ومازال محمود أبو تاكي وعلي المؤمن والحاج علي خضير والحاج عيسى عبد الحسن مازالوا على قيد الحياة .... سأعود لأسرد لكم تفاصيل يوم 16 فبراير ..
يا أجمل وألطف شعب ..
استعدوا لاعتصام الغد بساحة المقشع ( ساحة اللؤلؤ الحر )
فأنا قد جهزتُ قلبي وروحي ورسمتُ طريق الميدان في ذاكراتي ..
استعدوا جميعاً  :)
تصبحون على خير

ملاحظة :
هذه الصور التقطها في يوم 15 فبراير 2011 ( اللحظات الأولى في الدوار ) .
أما الصورة الأخيرة فالتقطها مساء اليوم الجمعة  3يناير 2012 في ساحة المقشع بعد إعلان الجمعيات السياسية عن الاعتصام المقرر غداً .

3 يناير 2012  - الجمعة
الساعة 11:37  مساءًا

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ثقافة الهزيمة .. عصابة البقرة الضاحكة 6‏

و فى حوار مع القيادى الأخوانى إبراهيم صلاح المقيم فى سويسرا منذ عام 1957 و نشرته جريدة المصرى اليوم فى 23 إبريل 2011 جاء فيه:

وما صحة ما نشرته بعض المواقع من أخبار عن رفض سويسرا عرضاً مصرياً لشراء بنادق قناصة وقت الثورة؟
- حدث بالفعل وحكاها لى أحد رجال المخابرات السويسريين فى حضور عدد من الشخصيات العامة، وقال أنه بعد أندلاع الثورة بيومين تقدم السفير المصرى فى سويسرا مجدى شعراوى، وهو صديق مقرب من «مبارك»، بطلب للحكومة السويسرية لشراء عدة آلاف من بنادق القناصة سويسرية الصنع بها تليسكوب يقرب لمسافة 1000 - 1500 متر، وجهاز يحدد المنطقة المطلوب أصابتها، وجهاز رؤية ليلية ويتم التصويب بدقة الليزر، وذخيرة مخصوصة وهى لا تُحمل باليد، ولكن لابد من تثبيتها على قاعدة ويُقدر سعر البندقية الواحدة بنحو 4000 دولار، ولكن الحكومة السويسرية رفضت الطلب.

الحكومة السويسرية أدركت كيف سيتم أستخدام تلك البنادق، وبالتالى رفضت أن يكون لها أى دور فى تلك العملية. و تحت عنوان " لواء شرطة : مبارك كان يتسلى بالشرائط الجنسية للفنانات" ...

باقى المقال فى الرابط التالى www.ouregypt.us

و المقال به معلومات هامة عن عمر سليمان