الأحد، 18 يوليو 2010

إلى ضامن الجنان ..


إلى ضامن الجنان ..


قالوا لي : اجعلي من الثامن عشر من يوليو يوماً مُختلف ..
لذا .. لن أدع مجالاً لكلمات الأسى هنا .. فقد مر هذا اليوم كما مر 25 رجب .. ومضت الأيام وستمضي .. وسيبقى والدي معي يرافقني بقية العُمر ..
..
إلى ضامن الجنان .. متوجهة ليلة غد إن شاء الله ..
فقط أسألكم براءة الذمة ..
انتبهوا إلى أنفسكم .. حفظكم الله أحبتي ..
سأشتاقكم جداً جداً ..

الجمعة، 16 يوليو 2010

وماذا بعد ..؟!


وماذا بعد .. ؟!


كعادتنا خرجنا هذه الليلة بعد انتهاء الاحتفال في القرية إلى قرى شارع البديع وبعد ساعة كاملة تقريباً من التجول رجعنا قريتنا وإذا بالدخان يتراقصُ طرباً في سمائها , طبعاً توقعنا أن أحد بيوت القرية التهمته النيران فالدخان الأسود كان يشيرُ إلى كارثة ما قد حدثت في هذه الليلة المباركة , ولما اقتربنا من مصدر الدخان أكثر اكتشفنا السبب ..
إطارات السيارات !!
وزحمة سير !
وأكثر من 5 سيارات قوات مكافحة الشغب !

إنه لمن المؤسف أن يحتفل البعض بهذه الطريقة المسيئة في مثل هذه الليلة المباركة ,, يا ليتنا نعي حجم تضحيات الآل الكرام ويا ليتنا نشعرُ بخطورة ما يقوم به البعض .. ونفهم بأن هذه الأساليب ما عادت تنفع بقدر ما تضر الجميع الآن ..
وماذا بعد أن نحرق ونخرب ؟!
بالعقل لا بد أن نفكر لنختار أفضل الأساليب التي بإمكانها تحقيق الاستقرار والأمان قبل أي شي ..

تصبحون على خير ..

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

نعم أكرهها .. والثامن عشر من يوليو يشهد على ذلك ..



نعم أكرهها .. والثامن عشر من يوليو يشهد على ذلك ..


18-7 -2010 .. اليوم الذي رحل فيه والدي يقترب .. لذا أحببتُ أن أحتفلَ به على طريقتي الخاصة .. فأرسلتُ ما يوجع قلبي إلى صحيفة الوسط التي نشرت بعضه اليوم .. تجدونهُ في كشكول الوسط ( ص 12 ) ..




وهذا أصل ما كتبت ..

نعم أكرهها والثامن عشر من يوليو يشهد على ذلك ..



إلى السيد يوليو المحترم ..
رحم الله من رحل فيكَ وبعد ..
أود أن أُخبركَ عن اجتياح الشوق لقلبي , وعن وجع الذكريات الذي يزيد من ضيق ذاكرتي .. وعن الألم الذي تتفننُ فيه سيدة العصر بالتضييق على أنفاسي , كما يطيب لي أن أخبركَ عن السر الذي يكمن وراء كرهي لها ومحاولاتي في القضاء عليها , وها أنا الآن وبين أحضانكَ في طريقي نحو عامٍ جديد من حياتي يحملُ بقايا انتظار وزهور حبٍ ذبلت بفعل رياح الماضي وشوكة ألم طعنتَ أنت بها أحلامي .. فلتعذرني ولتنصت لي .. أستأذنكَ الآن راجيةً منكَ قراءة تفاصيل ألمي ..
أنا يا يوليو ما زلتُ أملك رغبة الصراخ في وجهها ووجه من يتنفس الصعداء بها .. فعلى يدها فقدتُ والدي وجزء من روحي وقلبي وعقلي في الثامن عشر منك في العام الماضي ..
وبعد أن رحل أصبحتُ أراها دائماً .. هي تعرفني وتعرفُ كم آذت قلبي إلا أنها أصبحت تتظاهر بأنها لا تعرف من أكون ..
ليتني أستطيع قلعها من الجذور .. ليتني أستطيع تمزيق قلوب من يعشقها .. ليتني أستطيع مسح تاريخها .. ليتني أستطيع فعل أي شيء يبعد شرها ويردُ لي ما سلبتهُ مني .. أوجعت قلبي وراحت تشدُ بأغلالها على حياتي .. جعلتني مجنونة في كرهها وأنا التي تخشى أن تكره .. تحسبُ نفسها شيئاً مهماً وتجلس دائماً في صدر المجالس .. تخاطب الآخرين بغرور .. ماكرة .. خبيثة .. لا أعلم بعد لم يعشقها الشباب ويلاحقها في كل مكان .. لا أعلم لم يفضلها على حياته ..و يضحي بماله وبشبابه وبأقرب الناس له من أجلها ..؟!
أعلمُ بأنك تقول الآن بأن الغيرة هي التي دفعتني لأن أصفها بهذا الوصف فأنا أنثى يفيض قلبها بالحب ويغرق من الغيرة بطبعه !
أبداً.. فلا علاقة تجمعني بها سوى أنني كنتُ أراها دائماً تحتضن أصابعه , ولم أعرفها على حقيقتها إلا منذ عام تقريباً .. كانت مشهورة جداً وما زالت .. تملك قاعدة جماهيرية كبيرة غالبيتها من الشباب .. تتصدر قائمة الأسباب الرئيسية لذلك الخبيث الذي يشتركُ معها في جريمة ألمي ..
أما زلت تفكر من هي ولم أوجعتُ رأسك بوصفي هذا ..؟!
حسناً سأخبرك لعلك تعذرني على هذا الوصف ..
راودني إحساس خانق وأنا أتصفح الوسط عند نشرها لصور المقلعين عن التدخين .. رحتُ أبحث عن صورته بينهم .. فقدت فقدته بسببها ...
اسمها وشكلها وتاريخها قبيح .. تصدرت في ذلك اليوم إلى جانب صور المقلعين عن التدخين صفحات الوسط بغرورٍ كسرتهُ كلمات هؤلاء الذين طلقوها بعد عشرة طويلة كشفت لهم عن الخيانة الكبرى .. عن المستقبل القادم باسم أمراض السرطان والقلب وكل الأمراض التي تسلب وتسرق وتنهب وتنهش كل القلوب القريبة الحانية التي نشتاقُ لها كلما مرت الأيام ..
ولو كان باستطاعي أن أصرخ وأصفق و أزغرد في ذلك اليوم الذي قرأت فيه ما قرأت عن طلاق البعض لها لفعلت ..
من هنا أحببتُ أن أقول لك و لكل ما زال يترنح حباً وعشقاً لها .. كفاكَ فخراً فهي التي ستقدمكَ للموت حتى تبقى .. وهي التي ستجعل منك عبرة للآخرين حين تمضي إلى عالمٍ بعيد لا نراكَ ولا ترانا فيه ..
أيها الشهر القاسي لِمَّ تناقض نفسكَ بالتصديق على شهادة ميلادي و ممات والدي في الوقت نفسه ..؟!
إن كنت تملكُ جواباً يعينني على الصمود أكثر أمام شبح الذكريات فأخبرني لعلني أعود لروحي المرحة وأردُ ابتسامتي التي ما كانت تفارقني منذ صغري ..

أما أنت يا أبي .. فقد مر العام سريعاً جداً ومضى يحمل معه من ذكرياتي معك الكثير .. مضى يُنذر لي أن لا عودة لك بعد انتظاري الطويل .. فلستُ من تبحث عنك في كل وقت يمر فقط .. بل قريتي وأهلها .. أصحابك وأنا وبعض الشوق والحنين نبحث عنك دائماً.. فلا نجد سوى رحمة الله التي نرفعها يداً بيد طالبين أن تصل لك مفعة بالشوق الطويل .. فرحمك الله يا والدي الحنون ..

السبت، 10 يوليو 2010

دنيا الشباب .. يروي حكاياها فضل الله ..


دنيا الشباب .. يروي حكاياها فضل الله ..


أن تجد أحداً يمدكَ بما تحتاج .. صعب !
أن تبحث عن إنسان يفهمكَ ويُترجم أحساسيكَ في مثل هذا الزمن .. مُحال !
أن تتقدم للأمام على أصوات التصفيق والتشجيع .. حتى وإن كنتَ في بداية طريقك .. أصبح أمراً نادراً .. فالبعض يريدكَ أن تسقط ويخافُ أن تحقق ما يسمى بالنجاح حتى وإن فشلت عدة مرات !
أن ترى الدُنيا في عين إنسان يحبكَ ويقدرك ويخافُ عليك لإنسانيتك .. ويؤمن بأن ما تبقى من وقت ملكٌ لك ولأقرانك .. والطريق أمامكم ولكم .. فهذا أقرب إلى الخيال !!

فضل الله .. إنسان الإسلام الأول .. الإنسان الذي رحل وتركنا نبحثُ عن هذه المستحيلات في عالمٍ أصبح يدوس على الإنسانية ويفخرُ بحيوانيته ويتعالى على عقله بإلكترونياتِ عصره ..
وجدتُ بين سطور كتاب " في دنيا الشباب – حوار مع آية الله السيد محمد حسين فضل الله " معنى الإنسان القادر على تشكيل الدُنيا بعقله .. هذا الكتاب أهداني إياه خالي قبل شهرين من الآن قائلاً لي : خذيه هدية مني .. ونصيحة .. ركزي في معاني كلماته جيداً .. فأنا شبابي قضيتهُ بين أفكار هذا السيد فهذا الكتاب يفتح للقارئ آفاق واسعة تجعلهُ يفكر ويفكر بلا قيود .. وبعدها أنا متأكد بأنكِ ستطلبين مني المزيد حتى وإن كنتِ لا تقلدينه ..

لم أتردد في قراءته أبداً لكنني أجلتهُ لانشغالي بقراءة كتب أخرى .. لكن وفاته رضوان الله تعالى عليه .. دفعتني لأن أحتضنهُ .. فصرتُ أقرأ سطوره بهدوء وتمعن .. حتى وجدتُ معنى الإنسان فيه وفي أفكاره .. وفي انفتاحه على دُنيا الشباب واحترامهُ الشديد لهم وتشجيعه الامحدود ..

يقول في سؤال وجه له في الكتاب نفسه " كيف ربى السيد فضل الله نفسه في شبابه ؟ : فيقول " كنتُ أشعر بأن عليّ أن أربي نفسي لأكون الإنسان المسلم الذي يعيش إسلامه في نفسه انفتاحاً على الله سبحانه و حباً له وخوفاً منه , كمحاولة جادة للحصول على رضاه , حتى أكون مسلماً صادقاً في حركة الإسلام في داخل حياته وخارجها , وكنت أشعر بأن على الإنسان المسلم أن ينفتح على عصره , ليضمه ويعيشه وليتحرك في داخله , وليعي ذهنيته وقضاياه , حتى يستطيع أن يحرك المفاهيم الإسلامية بلغة العصر وبذهنيته ووسائله ."

إنسان الإسلام الأول .. رحل .. ورحلت معه الكثير .. ليبقى جُرح انتظار الراحل على أمل أن يعود ينزف .. وبقيّ أمر واحد الآن .. الجميع ينتظره بفارغ الصبر .. ماذا تخبئ وصية السيد فضل الله ..وماذا عن كلام الإعلام بتولي السيد عبدالله الغريفي قيادة المؤسسات اليتيمة التي تركها الأب الحنون ورحل عنها ..؟!

فضل الله .. في أمان الله ..

الخميس، 8 يوليو 2010

" مكانك يا الأبو خالي " .. إنها التاسعة عشر من العمر تدقُ أجراس حياتي ..

" مكانك يا الأبو خالي " .. إنها التاسعة عشرمن العمر تدقُ أجراس حياتي ..

ثرثرتي لن تجدي نفعاً مع وجع القلب الذي يلازمني الآن ..
هم من أطفئوا شموعي لستُ أنا منذ أيام .. وقفتُ جامدة .. لم يتحرك مني شيء غير رموشي الماطرة بالدموع ..
الثامنة عشر .. انقشعت .. وأنا التي كنتُ أنتظرها بفارغ الصبر .. لتحل محلها التاسعة عشر من العمر ..

هل هي صدفة .. مماتكَ وولادتي ؟!
25 رجب .. 8 \ 7 ..
صلاة الانتظار ..
وانتظاري لك .. ونظرتك الأخيرة .. ويومكَ الأخير ..
أنا أيضاً ابنتكَ الأخيرة ..

اسمعني أرجوك .. افهمني .. حاول أن تشعر بما أشعر به ..
بالأمس القريب لم أكن رفيقة الدموع ولا علاقة تربطني بالنجوم .. كنتُ أنام وأنا أشعرُ بالأمان .. حتى عندما أكون في قمة غضبي أو حزني .. وألجأ إلى الدموع بعض الأحيان أغرق فيها وبها .. صدقني ما كنتُ أنام والدموع على خدي وإن كانت موجودة أعلمُ أنك تمسحها عندما تطلُ عليّ فجراً .. كنتُ أشعرُ بخطواتكَ تقتربُ من غرفتي ..ولطالما عشتُ دور النائمة وابتسامتي تكشفني في كل مرة ..

تذكر معي آخر ليلة احتفلتُ فيها بعيد ميلادي .. تذكر فرحتي في تخرجي من المرحلة الابتدائية وبعدها الاعدادية .. تذكر شهادة المرحلة الأخيرة من الثانوية .. تذكر كلامكَ لي .. تذكر خوفكَ عليّ .. تذكر مسحة يديكَ على جبيني عندما أكون في قمة مرضي .. تذكر اصراركَ في سماع آخر أخباري .. تذكر أنني آخر عنقودك من البنات وبحاجة ماسة إليك ..وقبلها تأكد أنني أشبه الشموع في ذوباني ..

أتعلم .. قلبي يوجعني كثيراً .. تغيرت وجوه أحبتي .. وكذلك وجهي .. صرتُ شاحبة .. أخشى أن أنظر إلى نفسي في مرآتي الصغيرة .. حتى عندما أبتسم وأضحك .. أعود لأبكي ..



ماذا تتوقع مني أن أتمنى وأنا على مشارف التاسعة عشر من عمري ..؟!
قل لي .. فأنا لا أملكُ جواباً يخففُ عليّ غموض الدُنيا وأخشى أن أحلم وأتمنى لأصحو بعدها على كابوس .. على بقايا قلوب لا تعرف من أكون ..
ومع ذلك .. أعدكَ أيها الإنسان الأبيض أن أفي بكل وعودي لك وأن أكون كما تريد .. لن أخذلك في شيء إن شاء الله ..
..
أيها الحنون ..
أنا محرومة منها الآن .. محرومة من نعمة هذا النداء .. ولا يحق لي المطالبة بلفظها ..
كم أشتاقُ لأن ألفظها بإحساس : أبويي ..
أودُ أن أغمض عيوني بشدة .. وأرحل إليك .. أخافُ من الغد .. كيف سيمر .. ومن الذي سيخفف من وجع ذاكرتي .. كيف ستمرُ الساعة الواحدة ؟!
وبقية العٌمر ..؟!
كيف ؟!
أبي .. والدي .. سندي .. عزي .. أحبكَ وأشتاقُ وأحنُ إليك بكل اللغات ..
فليرحل يوليو سريعاً .. أرجوك ..
خُذ بيدي .. لا تتركني لوحدي أكثر ..

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

لبنان يودع العالم الكبير فضل الله .. والبحرين تودع الاستقرار من جديد !

لبنان يودع العالم الكبير فضل الله .. والبحرين تودع الاستقرار من جديد !

رحيل العالم الكبير .. ضياع للجميع ..
لا أعتقد بأن هناك أحد لم يشاهد النقل المباشر لتشييع الراحل الكبير فضل الله الذي نقلته قناة المنار بالتفصيل ..
رحل هذا الإنسان الذي أغرق لبنان والعالم بخيره بعد أن تلقى من الناس الطعن في ضميره لأكثر من مرة .. ففي كل عيد يتلقى المزيد من الطعنات للأسف كهدية مقدمة له من بعض الناس الذين لا يفهمون شيئاً في أمور الدين .. في اعتقادي بأن أول من شعر بالضياع هؤلاء الذين جرحوه لأكثر من مرة في الكثير من المناسبات الدينية .




أما في البحرين ...
الأوضاع المحلية متأزمة جداً .. فبعد أن ارتكب القضاء جريمته من خلال ما صدر من حكم بحق المتهمين في قضية المعامير التي أورثت الشارع البحريني بُعداً آخر قائم على الخوف من القادم وألماً موجعاً لأهالي الشباب ..
و طبعاً هذا من شأنه أن يعود بنا إلى المربع الأول في عدم السيطرة على الشارع الشبابي الذي أضاعته الحكومة ولفقت له الكثير من التهم في مسرحيات فاشلة ..
فكيف للجميع أن يؤمن بأن مستقبل هذا الوطن أكثر استقرارً وأماناً في ظل هذه الأحكام المخذلة لمطرقة العدل التي ما عادت تعرفُ عن العدل شيء ..؟!


الأحد، 4 يوليو 2010

رحيلكَ أفجعنا ..


رحيلكَ أفجعنا ..
كُتب على الدُنيا الضياع من بعدك وكتب علينا الالتزام بالصبر ..
حتماً سيفتقدكَ الجميع وإن اختلفوا ..
أبكتني كلمات السيد عبدالله الغريفي وهو ينعاك ..
لا طعم للصباح يا سيد ولا أمان فقد أصبح يهدينا أخبار رحيل الأحبة دائماً
..
لبنان .. ساعدكِ الربُ على تحمل هذا المصاب الجلل ..
إلى جنان الخلد ..

السبت، 3 يوليو 2010

أرجو الانتباه : قاعة الانتظار مغلقة !


أرجو الانتباه : قاعة الانتظار مغلقة !


عندما تحب شخصاً ما وتأمل أن تراه في أي مكان .. تبقى تنتظرهُ طويلاً .. تراقب خطوات الآخرين لعلهُ يكون بينهم .. أو لعلهُ يأتيكَ على غفلة .. لتعانقهُ بقوة وتهمسُ في أذنه : لم أطلت الغياب .. كنتُ أنتظرك ..
حينها تنسى الناس والدنيا .. لتبقى أنت وهو .. وذكرياتكما .. تتحدثان وتعاتبان بعضكما .. وحتى إن ارتفع الصوت قليلاً بالصراخ تقطعُ طريقكما إلى الشِجار ابتسامتكما العريضة ..
وإن بكى أحدكما شوقاً قام الآخر بمسح دموعه .. وإن تألم شاكياً بُعده أخذه بالأحضان طويلاً ..
وكلها لحظات صمت .. لا حديث يتخللها سوى حديث القلوب وعتاب الأيام وثرثرة الرموش وعناق الأجفان .. وجمعٌ غفيرٌ من صور الماضي ..
أنت فعلت وأنا قلت .. وكلانا انتظر الآخر ..
ولكن ماذا عن هؤلاء الذين ننتظرهم طويلاً ونحن نعلم أن لا أثر لهم سوى شاهد على القبر .. وصور كثيرة معلقة على الجدران .. وأخرى ترافقنا في رحلة الشوق عند انتصاف كل ليلة ..

أذكر كلام عجوز من القرية .. يرافقها عكازها الصراع في ضرب جدران ( الزرانيق الضيقة ) دائماً ما تقول : مسكين يا بني آدم .
ولطالما تحيرتُ في فهم المعنى وأزعجت والدتي في صغري بالسؤال عن معنى هذه العبارة !
لأول مرة في تاريخي الضيق أكتشف هذا المعنى تحت وسادتي ..
مسكينة أنا ووسادتي وكل أيام انتظاري ..


بقي شيء واحد ..
يجب علينا أن نسرع في مغادرة قاعة الانتظار .. وإلا حدث ما لم يكن بالحسبان .. فقد أُغلقت وبقي بابٌ واحدٌ للهروب ..
هو باب الرحمن ...