الثلاثاء، 28 أبريل 2009

شوقٌ يفيضُ بذكرِ فاطمة اليابانية ..!


(شوقٌ يفيض بذكرِ فاطمة اليابانية )!


اليوم طال حديثي مع أختي عن فاطمة اليابانية تلك التي تملك من الصبر فضاءات خالية من أي شيء إلا الله .. التفت إلى زمن مضى ونحن برفقتها هنا في وسط البحرين .. وفي قرية مدت أياديها بالحب والخير دائماً ... التفتُ إلى أيام لم أشأ أن اتركها فيها لوحدها .. تذكرت أول يوم أقبلت فيه علينا .. تذكرت إصرارها في تعلم العربية لغتنا الأم .. تذكرت روحها الصادقة في البحث عن الإله الواحد .. تذكرت إيمانها الدائم به وبآل البيت الكرام ..
حينها أحسست بضعفي وبعدي أنا عن هذا العالم ..

تذكرتُ ليلة الأربعين .. عندما كانت تبكي بقلب متوسلة بالإمام الحسين إلى الله في شفاء زوجها ..
تذكرت تلك الدموع الساخنة التي راحت تتساقط كحبات مطر في بداية شتاء وردي ..
تذكرت .. ابتسامتها في اليوم التالي .. تذكرت ألمها .. معاناتها .. ونسيت صبرها .. فتهتُ في عالم التساؤلات .. لكنني عدتُ إليها .. هي ..

لا أستطيع نسيانها .. فصباحي كان يطل على شرفتها المقابلة لمنزلنا .. ومسائي يبدأ بضحكتها في وسط دارنا ..
ينتهي يومي بسلامها .. وطلبها الدعاء لعلي زوجها بالشفاء ..

ها نحن يا فاطمة نتيه في عالمك أنتِ ..
وكأنني فقدت شيء ما يحوي حياتي .. أو ربما كان الخطفُ من قدر مكتوب في دنيانا الضيقة .. تجاوزت تساؤلاتي البالية .. وأغمضت جفني على طيفها .. في وسط المأتم .. في شوارع القرية .. وفي المزاح مع الأطفال .. وفي نظرة الأمل الدائمة التي كنتُ أراها تلمع في عيونها ..
فاطمة .. صوتكِ أضعف قلبي .. فراح يجرني إلى حيث لا أعلم .. سواد مدلهم .. يحكي لي عن غربتكِ .. هنا كنتِ ربما غريبة .. لكنكِ تملكتِ قلوبنا .. وها أنتِ في وطن من أوطانكِ إلا أنكِ تعيشين الغربة بطعمها الحقيقي ...

إذاً الغربة لم تكن في البُعد عن الأهل و الأوطان بل هي الغربة عن الروح عن الإحساس .. عن شخص دائماً ما يبحث ويسأل عن الحبيب ..

أصبحنا وأصبحتِ في غربة الروح .. معكِ ومعنا الله ..

الاثنين، 27 أبريل 2009

صباحٌ أصفر .. يطلُ بأخبار فاطمة اليابانية ..!


(صباحٌ أصفر .. يطلُ بأخبار فاطمة اليابانية)..!



عن ماذا أحكي أو ماذا أقول .. وعن ماذا أفصح ...
أخذتُ أجمع فتات حكايتها الغريبة .. المعقدة .. فصرتُ أخفف من ألم صدمتي بتبريري لبلائها بصبرٍ محدود ..
فها قد رعدت سمائي بنبأ مشئوم عنها .. وها قد أمطرت ألماً على فاجعة انتظاري وانتظار الجميع لها ..

اليوم غبتُ عن المدرسة لسوء أحوالي الصحية ,فاستيقظت وأنا أحمل بداخلي أمل في وصول نبأ جميل عنها ... أو ربما ترد رسالة منها تخفف شوقنا لها ..
لكن ما حدث .. أوقعني في قاعٍ لا أمل فيه ..

فتحت بريدي الإلكتروني .. فوقع نظري على رسالة منها .. ضغطتُ عليها .. ففتحت .. فما كان مني إلا أن أرفع سماعة الهاتف وأتصل بأختي التي كانت أشد خوفاً عليها وقرباً منها ..
آلو .. مريم .. وصلتني رسالة من فاطمة اليابانية ..
امم أعلم ..
وكيف ؟!
اتصلتُ بها البارحة ..
وهل هي بصحة جيدة ؟ كيف حالها ؟ وماذا قالت ؟ وما هي آخر أخبارها ؟
وماذا أقول .. إنها في حالة صحية سيئة وهي تعاني من مرض زوجها الذي انتقل لها عن طريقه !!!

ماذا ؟!!!!... ( أخذتني الصدمة في حضنها فهمتُ في عالم آخر )
هناك أمل يا بتول .. هناك أمل .. فالمرض في بدايته أما بالنسبة لزوجها علي فهو في غيبوبة .. وما يؤلم أكثر أنها في الصين وهو في كوريا .. كل منها في مكان آخر .. يحمل المرض نفسه والمعاناة نفسها !!!

أغلقتُ الهاتف .. فأخذني طيفها .. وصوتها .. إلى ضيق الحياة وسوادها ..
ما ذنبها ؟!
أليست هي من حملت على عاتقها مسئوليته ... أليست هي من أحبته بصدق ؟!
لكنني عدتُ من جديد لعالم .. فأخذني الألم واصطحبتني الصدمة .. إلى حبات الكيبورد الجامد .. فأخذت أدون صباحي الأصفر ..!

تركتُ أمرها إلى الله .. إلى ذلك الرحيم .. فقد يكون بلائها هذا على ماضيها الذي انقطع من حياتها بحاضر أجمل .. رغم البلايا والمعاناة .. رغم الغربة .. رغم الوحدة ..

في نهاية رسالتها .. كتبت هي : (I hop go back Bahrain soon !thanks)
ونحن نتمنى كذلك .. في أمان الرحيم .. في أمان العظيم .. في أمان الرب الكريم..

ربي .. خفف مصابها .. و أعدها لنا كما رحلت ..!

السبت، 25 أبريل 2009

عندما يرحل الأحبة .. نبقى والذكرى في شوق دائم لهم ..!






عندما يرحل الأحبة.. نبقى والذكرى في شوق دائم لهم..!


عدتُ بذاكرتي .. إلى مُصلاته المفروشة في وسط غرفته .. فنادراً ما كنا ندخل غرفته ولا نراه يصلي صلاة الليل .. وما إن ينتهي حتى ينادينا .. ليقبلنا ويحضننا .. ( اليوم تذكرت تفاصيل تلك الأيام .. وعدتُ إلى سنواته .. إلى فيض حنانه وطيب ذكراه) ..
وهذه القصيدة هي من أخذت بذاكرتي إليه(جدي) ..
وإلى هؤلاء الذين فاضت روحهم إلى رب السماء وهي في طيبها ثابتة ..
فالحاج خليل الذي لطالما اعتبرته بمثابة جدي والذي كان يفيض حنان وحب والحاج عاشور الذي ملأ طفولتنا حيوية ونشاط ..
هذا ما تبقى من سطور قديمة على ورق الذكرى هذا ما تبقى على جدران ذكرة قريتنا .. خط هذه السطور خالي بعد رحليهم المتلاحق ..




أعاتبكَ يا عام ألفين وواحد فقد فجعتنا في ثلاثة وليس واحد
ثلاثتهم توفوا في مكان واحد بمستشفى السلمانية والكلُ شاهد

أولهم بشهر مايو ومنه التاريخ واحد ..
وثانيهم شهر أكتوبر 28 ويوم واحد..
وثالثهم بديسمبر ومنه أسبوع واحد ..


أولهم الحاج خليل المكابد الذي لقنه الشيخ المجاهد
أعني أبا جميل الصامد في وجه ذاك الظالم الحاقد
وثانيهم حجي عاشور الرائد في خدمة الحسين شهيد الأماجد

الذي جثي جثمانه بالمأتم ليلاً وهدوء سائد

وثالثهم حسن الهادئ الراكد الذي قضى بشهر الله الواحد الماجد
في ذكرى الإمام الزاهد أمير الورى بطل الإسلام الخالد

فيا رب الورى تجاوز عنهم ..
بحق المصطفى والأماجد
وأدخلهم جنتك تباركت يا غافر يا واحد

الجمعة، 24 أبريل 2009

لله يا محسنين ..!




لله يا محسنين ...
مدَ يدهُ وقالها بانكسار ..
رمشَ بفقره ..
ومضى من سيارة إلى أخرى يبحث عن لقمة عيشه ..
رفع رأسه بعد الانكسار إلى الرب الكريم ..
فنادى من مال الله يا محسنين ..
وعلى حب الكريم ..
اعطوني من خيره الوفير ..
عمرٌ وردي ..
على رصيف أسود ..
وبين متاهات بَحرين ..
موج بالفقر يضرب وآخر يصعق ..
بلد نفطي ..
ما من مأوى .. ما من مسكن ..
الكل يشهد ..
طفلٌ ينحب ..
وشيخٌ يصرخ ..
فقرٌ ينهش ..!

(مشهدُ مسائي هذا .. ما زلت في دهشتي مما رأيت )!

الجمعة، 17 أبريل 2009

هطل المطر ورحل .. معلناً بأن لا مطر بعده يسقي أرض أوال العُطشى لحياة سياسية هادئة ..!


هطل المطر ورحل .. معلناً بأن لا مطر بعده يسقي أرض أوال العُطشى لحياة سياسية هادئة ..!


الأيام تمر والسنين تتلاحق .. والثواني تضيع في متاهات الدقائق والساعات تُولد على وقع يوم جديد ...
أسبوعي هذا بلا ثواني وبلا لحظات .. وبلا تواريخ معتمدة في صفحات الماضي وبلا فخر يخجل تاريخي من تدوينه ..
بداية الأسبوع الفائت .. هتافات وشعارات تحمل في داخلها هواجس تبدو أقرب إلى الواقع .. ففي الاثنين الماضي خرج المساجين من قيود الطغاة وهطل المطر بشدة يرسم ملامح السعادة .. هطل .. وأخذ يزيل أوساخ أيام كانت سوداء لملمها ورحل يودعنا .. بأن لا مطر يسقي أرض أوال العطشى لحياة سياسية هادئة ..
هطل ... ورحل ..!

بين الصفوف احتشد الرجال والنساء .. الصغار والكبار .. القلوب والعقول ...
بين الصفوف .. أخذتني ابنته تبحث بجنون عن والدها الذي طال غيابه بين السجون ..
ظهر ولاح .. فتناثرت الدموع .. وأخذت الجماهير الغفيرة بالهتاف ..
يا مشيمع ارفع الراس .............
كانت لحظة صعبة .. بدت ابنة المناضل الكبير ( المُشيمع) تبحث عن والدها .. منذ دخول الفرسان ساحة الاستقبال ... كانت تُمسكِ يدي بقوة .. لتعلنُ للملأ أن من تنتظره يعني كل شيء لها .. هو الوالد والأخ والصديق والحبيب ..
ولتسمح لي .. بكلمة ( صديقتي .. هو والدكِ .. نعم .. لكنه والد شعب .. والد أمة .. كم كان شعوري مقارب لشعورك حينها .. فكلما مسكتي يدي بقوة .. أحسست بانقباض في قلبي ..( عفاف) .. حمداً لله على سلامة الوالد .. أعتقد بأنكِ لن تنسيّ ما قمتِ به لحظة دخوله .. وأعتقد بأنني لن أنسى ولن أنسى تلك اللحظات) ..
وما يؤلمني ويفرحني في ذات الوقت .. هو عبارته التي أخذت تجرُ دموعي من مآقيها ... تشدُ على شرايين قلبي .. ( مثلما قالها الوالد (الجمري ).. أقولها لكم .. اشتقت لكم اشتياق يعقوب إلى يوسف .. اشتقتُ لكم اشتياق الحبيب إلى محبوبه ) .. ونحنُ كذلك يا قائدنا .. ونحنُ كذلك ..
لم تنتهي فرحة الشعب المحروم عند هذا الحد ولم ينتهي الشكر للحظة واحدة .. فالعودة إلى الأصل دائما تبقى بجذورها في الذاكرة ..

الأصل في الفرح .. الأصل في تحقيق المطالب .. الأصل في السعي وراء الحقوق .. الأصل في رفع راية الشعب .. الأصل فيهم ومنهم .. الأصل هم ..
سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم .. قائدنا ..
سماحة الشيخ علي سلمان .. وفاقنا ..
والشكر .. للشعب وحده .. من لا يأبى صراعات القيود ونزاعات أهل القمع والجبروت الملطخ بالغرور والكبرياء الأسود ..
هكذا هم دائماً أحرار .. أبطال وثوار ...
تبقى البحرين في عرسٍ غامض ... العريس وحده يَقلبُ كل العادات ليدخلَ هذه المرة قاعة الأفراح بلا عروسه !!
تبقى البحرين .. بلا أثواب فرح وهذا ما يعاكس طبيعة العروس في ليلة زفافها .. البحرين التي دائماً ما نراها بزي المآتم .. أحزانها لا تنتهي ..

واليوم بذكرى الشهداء نزفت .. فراح نزفها يُخبئ مرارات لا طعم لها إلا الحُزن ... سَقط شهدائنا .. فرفعت أمنا البحرين كفيها .. إلى رب السماء .. شاكية .. جور الطغاة أصحاب القلوب المتحجرة ..!
نعم سقط الكثير من الشهداء .. وسقطت الكثير من الدموع .. ونزفت الكثير من الجراح .. لكنها تأبى كلمة السقوط لوحدها .. هي البحرين .. دائماً هكذا ..
لها أحرارها .. لها مطرقة العدل في إسقاط حقائقها على أرضها ..

دُمتِ بسلام .. بحريننا ..!

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

عودة أشدُ ألماً لفاطمة اليابانية ..!


(عودة أشدُ ألماً لفاطمة اليابانية )
روحها على وشك مفارقتها !



ربما لا أجد نفعاً من كتابة ما أريد كتابته هنا إلا أنني أشعر بدافع قوي يجعلني أسرد هذه التفاصيل وخصوصاً بعد الرسائل التي وصلتني عبر بريدي الإلكتروني منها ..

فاطمة اليابانية ..
قبل سفرها وتأزم وضعها بفترة بسيطة جاءتنا تبكي على حال زوجها علي الذي لم يعرف الأطباء له دواءً يخفف من علته فسردت لنا حلماً أعتقد بأنه يتحقق على مراحل في هذه الفترة سأسرده باختصار شديد وعلى لسانها قالت :( كأنما أنا وعلي في صحراء كبيرة نمسك ببعضنا البعض نبحث عن ملجأ يضمنا .. وكأن أشخاصاً من خلفنا يريدون أخذ علي مني إلا أنني كنت متمسكة به وصلنا إلى قمة جبل عالي فأخذ علي يُخرج من بطنه شيء يشبه القارورة فيها قطعة من كبده تبدو ملطخة بالدماء وكأن هؤلاء الذين كانوا يلاحقونا مازالوا مصرين على أخذه مني إلا أن هناك شيء حصل جعلنا نسير مع بعضنا البعض ... )

هذا ما أتذكره من كلامها وإذ لم تخني ذاكرتي بأن هناك شخص يرتدي ملابس خضراء هو من أخرج القارورة .. اممم لست متأكدة وربما لم أستطع تذكر حلمها بالتفصيل ..


المهم أخذت بنفسي أفسر هذا الحلم على ما حصل لها الآن وما سيحصل .. فالصحراء ما هي إلا حياتها التي تعيشها مع زوجها الآن ضمن ظروف صعبة وأما الأشخاص الذين يركضون خلفهما ويريدون إبعادهما عن بعضهما البعض هم أنفسهم أهل علي الذين طردوها من بلده ثم عادت إليه رغماً عنهم مؤخراً وأما القارورة التي أخرجها من بطنه أتمنى أن تكون مرضه حيث الشفاء !

وصلتني رسالتها الأولى صباح اليوم في الساعة الخامسة والنصف صباحاً فبعد إغلاقي للكتاب قمت بتصفح صحيفتي المفضلة ( الوسط ) فأحسست بأن هناك شيء ما يدفعني لأن أفتح بريدي الإلكتروني وبالفعل فتحته وقمت بالإطلاع على الرسائل وإذا بإحداها من فاطمة بدأتها بـ
(slam sister Batool :good morning! how are you! this days are you everything ok? i miss you........)
بعد قراءتي لرسالتها التي تحمل أصدق الكلمات من خلال سؤالها عن البحرين والقرية واشتياقها الكبير لنا أحسست بحبها الصادق وبصدق نيتها في مواصلة دربها الشائك من أجل الوصول إلى الله .. من أجل الحق ..

بعدها قمت بالرد على رسالتها هذه عند الساعة الخامسة والنصف مساءً وعاودت هي بإرسال رسالة أخرى منذ قليل
تكشف فيها لنا عن خبر مزعج وتطلب منا الدعاء وبشدة لعلي الذي كتبت عنه في رسالتها الأخيرة أنه تعب جداً وعلى وشك الموت !

يا رب امنحهما قطرات من عطفك وافتح لهما أبواب رحمتك ..!

السبت، 11 أبريل 2009

عودة مؤلمة لفاطمة اليابانية ..!


عودة مؤلمة لفاطمة اليابانية ..!



انكسر شيء ما كان قوي بداخلي .. ربما غلفته بحكايتها وزوجها .. وربما ظننت أن النهاية ستكون أسعد مما سمعت!
النهاية .. أعتقد بأنها بداية جديدة لمعاناة أخرى ..
ففي الأفلام .. تكون النهاية عادةً حزينة .. سعيدة … رومانسية .. وقد تكون بلا أقفال من هذه المسميات!
ونحن نشاهد الأفلام نستطيع تخمين تلك النهاية بمجرد كلمة أو نظرة .. إلا أننا دائماً ما نفشل .. فالكاتب يستطردُ من ذهننا نهايته على وقع قلمه لينتهي الفيلم ونظل نحن نحارب النهاية ..وعلى سبيل المثال ( لماذا يموت البطل ؟ ولماذا تنهار البطلة ؟!..........)

لم أكن على علم بآخر أخبارها (بطلة فيلم التشيع.. فاطمة ) بعد مغادرتها البحرين إلى كوريا .. ويا ليتني لم أعلم .. ففي يوم الخميس مساء الجمعة .. كانت أختي تتحدث عنها بعد اتصال أجرته معها منذ وقت قصير حينها ..
( لقد طُردتُ من قِبَلِ أهل زَوجي علي في كوريا فَشددتُ برحالي إلى الصين) !! هذا ما ورد في اتصالها مع كثير من الألم والمعاناة !

ما ذنب قلبها وقلبه..؟!
ما ذنب حبهما الطاهر .. ؟!
ما زلت مؤمنة بهذا البلاء فهو امتحان من الله عز وجل وما زلت مؤمنة وعلى يقين تام .. بأن النهاية لا بد أن تكون سعيدة .. رغم أنفكَ يا قدر !

الجمعة، 10 أبريل 2009

من الناس ..!


من الناس ...!


ماذا يعني لنا أن نفقد شخصاً نحبه ونستشعر السعادة بقربه .. وماذا لنا أن نصف حالنا ببعده عنا ..
هكذا مر عليّ عام ونصف تقريبا فمن أحبتني من هاجر هذا الوطن لأجل تعليمه ومستقبله الذي كاد أن يضيع بين أحضان وطنه ..
ومن الناس من أخذ بروحه وحلق في سماء الرب الكريم تاركاً أثره على شريان قلوبنا ..
ومن الناس من أخذ على عاتقه الفراق فشد الرحال عنا .. وبلا سبب يذكر ..
فنظل نتساءل عن السبب .. أهو جفاء .. أهو مزاح ثقيل يحمل بين يديه مكافئة المحبة والإخلاص .. أم ماذا ؟!
هنا يتقلص النبض فينا فيزداد في السرعة .. حتى تصل أنفاسنا إلى اللحظات الأخيرة .. يعرق جبيننا .. نمد الأيدي .. لنستشعر بأن هناك من يضمها وبقوة ..
نبتسم .. نحاول إزالة الجفون عن أعيينا .. نتعب .. لكننا ننجح .. لنرى بأن لا احد بقربنا إلا الموت !!

أين من أغلق القلب عليهم أبوابه فاعتبرهم الدم والنبض والحب والحياة .. أين هم ؟!
أين من عانقتهم أرواحنا ... أين هم .؟!أين من ضمهم الحلم كالدمع في العيون .. فأزال بهم الكدر والهم .. ؟!أين من افتخرت الشفاه وهي تنطق باسمهم ..؟!
أين هم ؟!

من الناس ... لصالح الدرازي بصوته العذب نجح في اسقاط دموعي .. في تقليب ذاكرتي حيث من فقدت..!
والذي أبدع في كتابتها الشهابي إذ لم تخني ذاكرتي .. أجابت بعض من هذه التساؤلات التي بتُ أعتبرها مجرد هلوسات مصحوبة برعشة الفراق وجفاء القلوب !

( يا خلي موفق وعين الله ترعاك عسى دوم السعادة والفرح وياك .. حبتنا تظل لو صعب ألقاك .. يا ناسيني أبد .. ما لحظة بنساك )!


هذا ما أستطيع كتابته من تلك الكلمات لأهديها لمن رحلوا فخلفوا برحليهم ذكرى وأثر كاد أن يقتلُ بداخلي كل جميل لذكراهم !!

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

فارس الأحلام ولحظة الخذلان ..!


فارس الأحلام ولحظة الخذلان ..!


لم يعد زماننا يبالي لدموع من يحب فينا ..
دخلت عروس الحفل وبيدها من اختارت .. كانت حفلة بسيطة .. لم أشعر فيها بخفة الفرح ورقصته ..!
ليست لأنها بسيطة بطابع ما فيها .. لكنها كانت على أنقاض ماضٍ كان بالأمس القريب حلم فتاة اعتقدت في ذاتها أن هذا الرجل هو من سيأخذ بها إلى مرفأ الأحلام والسعادة ( فارس الأحلام ) كما يقال !

أخذت والدتها في البكاء على ماضي ابنتها الضائع .. أليس هذا الرجل من أمسكَ يدَ ابنتها في يوم ما وفي نفس هذه الأجواء؟! .. أليس هذا الرجل من أخذ بقلب ابنتها إلى سماءٍ اعتقدت فيها بوجود الحب وآمنت؟!
ما أصعبها من لحظات .. لم أستطع تمالك نفسي فأخذت في الجري وراء ذكريات هذه الأم .. كانت تبكي بحرقة قلب .. ما أعظم وأطهر قلبها .. بالرغم من تلك الحسرة التي تشعر بها إلا أنها كانت حاضرة وبقوة بجانب أختها وابن أختها الذي كان في يوماً من الأيام زوجاً لأبنتها .. ها هو يمسكُ يدَ فتاة أخرى ليكمل مشوار حياته ونصف دينه .. أتم الله له ولها بالسعادة..

للحظة واحدة :
قلب المرأة ولو كان صخرة جاثمة على صدر الرجل إلا أنه يحمل نبضاً باسم من يحب .. المرأة وحدها نبض الحياة .. برقتها .. بإحساسها بعفويتها .. بحبها الأعمى لشريك حياتها .. كانت عروسهُ الأولى هكذا لكنها في لحظة واحدة وبعد استيقاظها من غفلتها الطويلة .. اكتشفت بأن هذا الرجل خارج إطار حلمها وحياتها ..!
فكان لغلق باب قلبها صوتٌ قوي .. كما لدموعها ..!
ساعد الله قلبها وأتم الله فرحتهُ ..

الأحد، 5 أبريل 2009

على مدارسنا السلام !


على مدارسنا السلام !


اليوم ضاقت بنا الدنيا نحن طالبات 6 أدب 1 .. فغرقت أنا بحزن وكآبة غريبة.. فلا شيء لا في المدرسة ولا حتى خارجها يستدعي منا أن نجامل يومنا بابتسامة خفيفة .. بدأنا اليوم بتثاقل غريب.. استقبلنا الحصص الأولى بتوتر أغرب وأصعب ..للمرة الأولى حاولت كتم مشاعري المحزونة .. وللمرة الثانية .. حاولت تهدأت نفسي . وللمرة الرابعة غادرت ألمي .. لكنني عدت بالدموع في المرة الأخيرة ..

بتُ أتعجب لحال مدارسنا .. لحال ما تفرضه من قوانين أعتقد بأنها لا تجدي نفعاً مادامت تستعمل كبنود و قوانين صارمة وكأننا في محكمة دولية ..! و يقال بأن للجدار آذان .. وهذا يبدو جلياً في بعض الأماكن والمواقف إلا أن مدرستنا لا آذان لها ولا لمن يقطنها ..
أسفي على هذا الوضع .. فكأن الوزارة ( محكمتنا الدولية الأولى ) تفرض قوانين وعقوبات الإعدام والسجن المؤبد .. وكأن معلماتنا السجّان الذي لا يرحم .. فلم نعد نرى ابتسامتهن في الصباح معنا ولم نعد نسمع منهن ما يشجعنا نحو تقديم الأفضل .. ما عادت المدرسة تحمل سبل الترفيه إلى جانب التعلم ..
أصبحت بلا إحساس هي الأخرى .. وأصبحنا فيها آلات مفرغة تحفظ لتكتب ما حفظت .. وأصبحت معلماتنا هكذا أيضاّ .. (اصغوا ولا تشاركوا وإذا حاولتم أن تنطقوا بما تعرفون التزموا بالكتاب فقط) ..

كم أشتاق إلى حصص مليئة بالنقاش وكأننا في مؤتمر أو منتدى مصغر يجمع الآراء ويفرضُ علينا حُسن الاستماع !
على مدارسنا السلام وعلى مقرراتنا الوداع .. سنحفظ ونكتب ما حفظنا ونودع كل هذا .. مع رشة من ملح النسيان ..
لا جعلكم الله تتذوقونه !

السبت، 4 أبريل 2009

وحشةٌ بين الأطفال ..!


وحشةٌ بين الأطفال ..!


سقطت بعد لحظات من الخوف .. هامت في عالم ضيق .. أصبحت تلازم الدموع ولا تفارقها ..
بنيتي غداً موعدنا مع الطبيب .. الساعة الثامنة صباحاً لذلك لا أعتقد بأنك ستذهبين إلى المدرسة ..
امم ناظرت والدتها وبصمت مؤلم قالتها : حسناً ..
ما كان لها إلا أن تحتضن فراشها الوردي بشدة .. دار حوار بينها وبين تلك الوسادة ..
ما ذنبي حتى يقال بأني أشبه الوحوش ..؟! موقفي مع تلك الطفلة أفجع قلبي الصغير .. لم أتجاوز الثامنة ويقال عني هكذا .. !
كم أشتاق إلى أسناني التي سقطت إلى الابتسامة .. إلى الضحك .. إلى تقطيع الجزر .. إلى طعم الحلوى ..
لا أستطيع نسيان ذلك اليوم .. لا أستطيع ..
خرجت كعادتي إلى اللعب مع صديقاتي .. في الساحة المقابلة للمأتم كنا نلعب .. نضحك .. وما حصل أضاع مني بسمتي لمدة عاميين كاملين قضيتهما ما بين المستشفى والعيادات ..
الساعة التي كان يشير عقربها إلى الثالثة والنصف كانت تنتظر مني الخروج .. وبأمرها خرجت .. بدأنا كالعادة اللعب .. حتى أصبحنا نلهو بجنون .. بين ضحك زينب .. وصرخة فاطمة .. ومزاح حوراء ... الساحة التي تحتضن نخلتين امتازتا بطولها كانت ملجأنا الوحيد في اللعب .. زماننا كان يشير لنا بشيء ما ها هو الآن يتجدد .. ولكن بلا لعب .. بلا حوراء ولا زهراء ولا حتى فاطمة ..
شيء ما أكبر من كل هذا ( وَطننا يحتضر)!
النساء لهن كلمة واحدة (أعني أمهاتنا) : احذرن الشغب..
وهذا ما حصل تماماً لكن المزاح يلعب دورا خطراً علينا ..
الحكاية بدأت من هنا ..
( من الي بصيدني ؟! ) ..( انخشت مناك ) .. ( صدناها ) .. (وين هي ؟) .. (اكو الشغب جايين .. تعالوا بندخل الماتم .. اركضوا بنات .. بسرعة أم حسين ما ترضى ) ..
جميعا هرعن إلى المأتم إلا أنا وحوراء التي أخذت تسرعُ في الجري إلى باب المأتم .. وأنا أخذت ألملم لُعبي التي لا أستطيع التخليّ عنها ..
وما إن رأيتهم يقتربون بسياراتهم منا حاولت الإسراع .. أخذت أركض بجنون .. لكن لا جدوى .. كان القدر أقرب ....
اصطدمت بتلك السيارة المسرعة .. فوقعت على الأرض .. هذا ما أتذكره تماماً .. غرقت في دمي .. ورأيت نساء القرية ورجالها حولي .. لم أشعر بالألم في بادئ الأمر ولم أشعر أيضاً بسقوط بعض أسناني سمعت أم حسين وهي إحدى القائمات على المأتم بالقرية تقول ( بتموت .. شيلوها ... حسبي الله على إلي كان السبب) ..

هذا ما جمعته ذاكرتي عن ذلك اليوم وربما تناست بعضاً منه .. لكنني لم أدرك عُظم مصابي .. فالطفلة ذات الثامنة لم تسقط أسنانها فقط .. بل انحشرت إلى الداخل لتظهر الجذور .. حتى انتفاخ الوجه وخصوصاً منطقة الفم بأكمله .. ولم تستمر معاناتي إلى هذا الحد ... فلم تتوقف عند يومين .. ولا أسبوع ولا حتى شهر .. بل لعاميين متتاليين .. فأصبح وجهي الطفولي ولعاميين أشبه بالوحوش ..

نظرات الناس وخوف الأطفال .. وشفقة الكبار كانت تؤلمني أكثر من أي شيء .. ما زالت توجعني ذكرى ذلك الحادث عندما أتذكر تلك الطفلة التي اختبأت وراء والدتها .. وقالت بصوت عالي كانت تحسبه لا يُسمع .. ( ماما تخوف .. ليش وجها منتفخ كأنها وحش؟)
والدتها التي ضربتها لتسكتها لم تستطع إخفاء خجلها من والدتي .. أما أنا فأخذت بنفسي أبكي وأبكي .. صرتُ أشبه بالوحوش وما ذنبي ..؟!
لم يكن السبب لعبي .. ولا صديقاتي ولا حتى تلك السيارة وصاحبها .. بل كان الذنب ذنب من لا ضمير له .. قتلوا طفولتنا .. وأضاعوا منا أحلى وأجمل الأيام وما زالوا يعبثون بنا .. حتى ونحن شباب ..!

انتهيت أنا .. ووسادتي تعبت من سردٍ أسود .. وكاد الفراش أن يصرخ ..: كفي عن الحديث .. حتى ذلك المصباح أرغمني على السكوت .. كل شيء يسكتني إلا ذاكرتي !



هذه حكاية من حكايا هذه المدونة ..
أنا من لُقبت بالوحشة .. !
وما عاد يلزمني هذا اللقب .. حمداً لله معاناتي أقرب إلى الانتهاء .. عادت ابتسامتي وعادت لي عادة تقطيع الجزر .. بعد دهرٍ من المعاناة ..
بتول